تمر علينا كالعادة ذكري ثورة 23 يوليو المجيدة بين مؤيد ومعارض بين مادح وقادح للزعيم الخالد جمال عبدالناصر بين من يرى الرجل في صورة الانبياء علي حد تعبير نزار قباني في قصيدة قتلناك يا اخر الانبياء وبين من يراه ديكتاتور العصر الذي دمر مصر والوطن العربي سواء بحروب اضطر لخوضها ويحلو للبعض المقارنة بين ناصر وبين محمد علي ويتنصر البعض لمشروع ناصر الحضاري بينما ينتصر البعض لمشروع محمد علي الحضاري بل وصار الامر اقرب للعبث أو الهذل فكلا المشروعان قد فشلا علي حد السواء وانتهيا بتحجيم دور مصر او تهميش وتدمير قواتها كما في حالة محمد علي أو أحتلال جزء من ارضيها كما في مشروع جمال عبدالناصر ولن اشارك في هذه المعضلة التي قد يصعب علي ارسطو حلها ولكن هناك نقاط مضيئة يحلو لي دائما ذكرها فعبدالناصر في النهاية هو ابن امصر البار وليس وافدا عليها ومشروعه الحضاري هو مشوع وطني محض وليس طموح هاوى أو عاشق للحكم أو حالم بالخلافة كمحمد علي ، مشروع ناصر ينصب علي الانسان من حيث هو مبدع منتج مفكر ...الخ فناصر انهي اسطورة ان مصر بلد زراعي واستطاعات مصر في 5سنوات الخطة الخمسية الاولي من انجاز مشروع الالف مصنع من يقول ان شعب ليس به الا مصنع زجاج (ياسين) ومصنع سكر يديره الانجليز والبلجيكين يتحول في خمس سنوات الا شعب اغلب سكانه من العماله المحترفة المحترمه التي نافس انتاجها اوربا من كان يتخيل ان تنتج مصر الغسالة والثلاجة والتلفزيون من كان يتخيل ان تذخر مصر بالالف المهندسين والاطباء والعلماء و الكتاب من يتخيل قبل ناصر اتصور لا أحد مشروع ناصر لم يكن تشيد جيش قوى يغزو الدولة العثمانية بل كان مشروع بناء انسان قوى لم تقهره هزيمة 67 بل صمد وهتف في مظاهرات طلاب الجامعة ( هنحارب .... هنحارب ) بينما يلقي ابناء هؤلاء الان المصير الاسود اثناء الهجرة غرقاًفي قوارب خشبية بسيطه هربا من مصر الي اوربا بلد الان يقدم فيها 6 مليون شاب طلبات للهجرة الي الولايات المتحدة كل عام طبقا للأرقام الامريكية التي تتعجب من هذه الظاهرة - مشروع ناصر الحضاري كان منصبا علي الانسان صنع من التعليم الفرصة الحقيقية للصعود الطبقي وهي بالفعل أفضل و أعدل فرصة صعود يمنحها الانسان - مشروع ناصر الحضاري خلق انسان مصري جديد من كان يجرؤ علي أن يمر أمام منزل عمدة القرية وهو راكباً دابته - هل كانت مصر تستطيع ان تسفيد من الثروة البترولية في الخليج بدون ابناؤها المتعلمين الذين عملوا وجلبوا لها المليارات - مئات العلماء المصريين الذين انجبتهم مصر والتي يمتلئ بها معامل اوربا و أمريكا هم من انتجهم رحم ثورة يوليو بمكاسبها الاجتماعية نهايكم عن انجازات الثورة في كل المجالات من سد عالي حمي مصر من عشرات المجاعات والفياضانات علي حد سواء ومشاريع كهرباء وجامعات وقناطر وتاميم قناة السويس
رحم الله الزعيم الخالد جمال عبدالناصر